السبت، 3 يونيو 2017

الحب يستعلن فينا بالنعمة إن اخترناه

الحب يستعلن فينا بالنعمة إن اخترناه

معروف ان طبيعة العلاقات العالمية .. قائمة على المصلحة اولاً .. وهذا مانراه حين تتأزم العلاقة بين دولتين مثلاً .. فتجد قطع المعونات .. ووقف تصدير المنتجات .. وحجب الامداد بالتكنولوجيا المتقدمة .. ووضع حصار اقتصادى .. الخ
لكن ربنا معندوش الكلام ده .. فبالرغم من عداوة الانسان له .. إلا ان الله لم يحجب اشراقه شمسه عنه .. ولم يحرم الضالين من الهواء .. ولم يمنع المطر عن الظالمين القساة .. الخ
لأن طبيعة الله محبة وعطاء :
متى ٥:‏٤٥ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ
وإن اردت ان تعرف اكثر ، عن طبيعة الله .. انظر الى العلاقة بين الآب والابن .. فستجد ان عطاء الحب بين الآب والابن ، هو عطاء طبيعى . لأن جوهره محبة .
ولما نقرا يوحنا (5: 26 ).. نجد ان يسوع يقول " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ .. لابد ان ندرك ان هذا العطاء ليس حادثاً فى عرض الزمان .. ( لان الله خارج حدود الزمان ، لانه ازلىٌ ابدىٌ )
طب يبقى ايه مفهوم عطاء الحياة هنا ؟
عطاء الحياة فى هذه الآية هو عطاء طبيعى .. ليس فيه مشيئة او اراده .. ( فإن جاز التشبيه رغم عدم كماله ) كعلاقة قلب الانسان بسائر الاعضاء .. فهو يضخ الدم الذى فيه الحياة الى سائر الاعضاء بصورة طبيعية .. والاعضاء تستقبل هذا الدم ويسرى فيها الحياة بصورة طبيعية .. فليس للقلب هنا اراده ان يضخ ، او لا يضخ .. وليس للاعضاء ان تستقبل او لا تستقبل .. فالكيان واحد .
ارجع تانى للحب واقول .. ان الحب بالنسبة للإنسان هو اختيار ، يعنى اردتنا تختار ان تحب .. لكن ان نحب ، فهذا يكون بالمحبة المنسكبة فى قلوبنا بالروح القدس .. يعنى عمل الهى
وبتوضيح اكتر .. اختيارنا للحب يجعلنا منفتحين لعمل الروح القدس ، اللى هوه روح المحبة فينا .. فيملئنا بالحب والذى يسرى منا بصورة تلقائية الى آخرين .. فقط ان نسمح له بإراتنا ان يسرى منا اليهم ..
وهذا ماقاله يسوع المسيح .. " تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ " ( يو ٧:‏ ٣٨ )
يعنى ايه نسمح له بإرتنا ان يسرى منا اليهم ؟
يعنى مثلاً .. لما يكلمك ربنا بصوت داخلى او بأى طريقة انك تكلم فلان .. وانت مش قابل فلان ده .. او مش طايق تكلمه .. لكن الصوت واضح فى داخلك كلمه .. فإن خضعت للصوت.. ستجد انك فيما انت ستبدأ تتكلم معه .. إذا بأنهار المحبة تفيض من قلبك بصورة تلقائيه الى فلان .. بل والى علاَّن وترتان وكثيرين !.. ليه بقى حصل كده ؟ لانك اطعت صوت ربنا فى داخلك .. وربنا بيعطى الروح القدس للذي يطيعونه !
أعمال الرسل ٥:‏٣٢ " الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ "
يعنى الحكاية كلها نعمة فى نعمة ... انت مجرد ما بتختار وهاتبدأ الطاعة و التنفيذ .. تأتى نعمة ربنا لتعطيك قوة على تتميم الوصية .. فتجد انك تممت الوصية ليس بقوتك لكن بالنعمة المعطاة لك .. وطبعا كلنا عارفين ان النعمة " هى القوة التى تمكنا من ان نفعل ما لا يمكننا ان نفعله بدونها "...
وهكذا سنجد انه بالنعمة يستعلن فينا الحب ، بصورة تلقائية ، إن اخترناه واطعناه
مجدى حلمى شندى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق