الجمعة، 19 مايو 2017

ما هــو الخير؟ (2)

 ما هــو الخير؟
 ما هــو الخير؟

 + كلنا نؤمن بالخير ونريد أن نعمل الخير ولكننا نختلف فيما بيننا في معنى الخير وفى طريقته ... وما يظنه أحدنا خيراً قد يراه غيره شراً
فما هو الخير إذاً وما هي مقاييسة ؟
+ لكي نحكم على آي عمل بأنه خير ينبغي أن يكون هذا العمل خيراً في ذاته وخيراً في وسيلته وخيراً في هدفه وبقدر الإمكان يكون أيضاً خيراً في نتيجته
فما معنى أن يكون العمل خيراً في ذاته
+ وفى الواقع آن كثيرين بنيه طيبة قد يعملون أعمالاً يظنونها خيراً وهى على عكس ذلك ربما تكون شراً خالصاً
+ مثال ذلك الأب الذي يدلل ابنه تدليلاً زائداً يتلفه وهو يظن ذلك خيراً ومثال ذلك أيضاً الأب الذي يقسو على ابنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقوده إلى الانحراف وقد يظن ذلك الأب أن قسوته نوع من الحزم والتربية الصالحة وربما يكون الخير في مرحلة متوسطة بين التصرفين بين التدليل والشدة وقد يكون في التدليل حيناً وفي الشدة حيناً آخر حسبما تقتضي الظروف والأسباب
+ ومن أمثلة الذين يظنون عملهم خيراً وهو شر في ذاته أولئك الذين عناهم السيد المسيح بقوله لتلاميذه تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله بينما يكون مخطئاً في فهم معني الخير.
+ وإذا شك إنسان فيما يكون خيراً عليه أولاً أن يتروي حتي يتأكد ومن الممكن ايضاً أن يسترشد بغيره
+ يستشير شخصاً راجح الفكر وواسع العقل وذا خبرة في مثل هذا الأمر فيضيف إلي عقله عقلاً وربما يطرق معه زاوية معينة أو يعرض له بعض ردود الفعل
+ إن الناس يختلفون فيما بينهم في معنى الخير ويختلفون في حكمهم على الأعمال ويتناقشون حول ذلك ويتصارعون وقد يعمل أحدهم عملاً فيعجب به الناس ويمتدحونه ويسرفون في مدحه بينما يتضايق البعض من نفس هذا العمل الذي يمدحه زملاؤهم ويتناظر الفريقان وكل منهما يؤيد وجهة نظره بأدلة وبراهين ويتولى الفريق الآخر الرد عليها بأدلة عكسية ويبقى الحق حائراً بين هؤلاء وهؤلاء
من أجل هذا كان على الإنسان أن يتمهل ويتروى ولا يتعجل في حكمه على الامور
بل على العكس أيضاً أن يعمل عملاً ويحاول أن يتأكد أولاً من خيرية تصرفه ومن أجل هذا أيضا أوجد الله المشيرين وذوى الخبرة والفهم كإدلاء في طريق الحياة
وهكذا قال الكتاب المقدس
+ الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر وأوجد الله المربين والحكماء وجعل هذا أيضاً في مسؤلية الوالدين والمعلمين والقادة وآباء الاعتراف وكل من يؤتمنون على أعمال التوعية والإرشاد
+ ولكن يشترط في المرشد الذي يدل الناس على طريق الخير أن يكون هو نفسه حكيماً وصافياً في روحه وينبغي أن يكون هذا المرشد عميقاً في فهمه لئلا يضل غيره من حيث لا يدرى ولا يقصد ولهذا السبب لا يصح أن يسرع أحد بإقامة نفسه على هداية غيره فقد قال يعقوب الرسول لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا حقاً ما اصعب السقطة التي تأتى نتيجة أن يتبوأ آي إنسان مسئولية الإرشاد فيضيع غيره ولهذا قال السيد المسيح أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة
+ لذلك كان كثير من الأباء المتواضعين بقلوبهم يهربون من مراكز القيادة الروحية شاعرين أنهم ليسوا أهلاً لها وخائفين من نتائجها وعارفين أن الشخص الذي يقود غيره في طريق ما أو ينصح غيره نصيحة معينه إنما يتحمل أمام الله مسئولية نتائج توجيهاته ونصائحه ويعطى حساباً عن نفس هذا الشخص الذي سمع نصيحته وقد قيل في ذلك إن نفساً تؤخذ عوضاً عن نفس
+ فعلى الإنسان حينما يسترشد أنه يدقق في اختيار مرشديه ولا يسمع لكل قول ولا يجرى وراء كل نصيحة مهما كان قائلها وأنا يتبع الحق وليس الناس وكما قال بطرس الرسول ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس إذن الخير مرتبط بالحق ومرتبط بكلام الله إن أحسن الناس فهمه وإن أحسنوا تفسيره وإن ساروا وراء روحه لا حرفه
إن كلام الله هو الحق الخالص والخير الخالص ولكن تفسير الناس لكلام الله قد يكون شيئاً آخر
+ إن كلام الله يحتاج إلى ضمير حي يفهمه وإلى قلب نقى يدركه وما أخطر أن نحد كلام الله بفهمنا الخاص وما أخطر أن نغتر بفهمنا الخاص ونظن أنه الحق ولا حق غيره وانه الفهم السليم
+ إن الذي يريد أن يعرف الخير عليه أن يتواضع فيسأل غيره ويقرأ ويبحث ويتأمل محاولاً أن يصل وأن يفهم وحينما يسأل عليه أن يسأل الروحيين المتواضعين الذين يكشف لهم الله أسراره وعليه أن يسأل الحكماء الفاهمين ذوى المعرفة الحقيقية والإدراك العميق
+ لو كنا جميعاً نعرف الخير ما كنا نتخاصم وما كنا نختلف علينا إذن في تواضع القلب أن نصلى كما صلى داود النبي من قبل علمني يا رب طرقك فهمني سبلك وغدآ إن شاء الله للمقال بقيه إن كان لنا فى العمر بقيه .
تابعــــــــــــــــوني
أذكــــــــــــــــروني فـــي صلواتكـــــم
Ayad Hizene

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق