الجمعة، 19 مايو 2017

مــا هـــو الخيــــر؟(1)

مــا هـــو الخيــــر؟(1)
مــا هـــو الخيــــر؟(1)
+ إن الصلاة يا أحبائي ، بلا شك هي وسيلة أساسية لمعرفة الحق والخير فيها وبها يكشف الله للناس الطريق السليم .
وهنا نسأل سؤالاً هاماً هل الضمير هو الحكم في معرفة الخير وهل نتبعه بلا نقاش؟
+ يجب على الإنسان أن يطيع ضميره ولكن يجب أيضا أن يكون ضميره صالحاً فهناك ضمائر تحتاج إلى هداية إن الأخ الذي يقتل أخته دفاعاً عن الشرف أو الأخ الذي يقتل أخته لأنها أرادت الزوج بعد زوجها الأول ألم يكن كل منهما مستريح الضمير في قتله لأخته. ألم يسر كل منهما بحسب ضميره
+ إن الضمير يستنير بالمعرفة بالوعظ والتعليم بالاسترشاد بالنصح بالقراءة فلنداوم على كل هذا لكي يكون لنا ضمير صالح أمام الله لأننا كثيراً ما نعمل عملاً بضمير مستريح واثقين أنه خير ، ثم يتضح لنا بعد حين أنه كان عملاً خاطئاً فنندم على هذا العمل الذي كان يريحنا ويفرحنا من قبل
وأمثال هذا العمل قد يسمى في الروحيات أحياناً خطيئة جهل
+ إن الإنسان الصالح ينمو يوماً بعد يوم في معرفته الروحية وبهذا النمو يستنير ضميره أكثر فيعرف ما لم يكن يعرفه ويدرك أعماقاً من الخير لم يكن يدركها قبلاً وربما بعض فضائله السابقة تتضح له كأنها لا شيء بل قد يستصغر نفسه من هنا كان القديسون متواضعين لأنهم كل يوم يكشفون ضآلة الفضائل التي جاهدوا من أجلها زمناً طويلاً وذلك بسبب نمو ضميرهم وشدة استنارته في معرفة الخير
والخير يرتبط بنسيانه
+ إذ ننسى الخير الذي نفعله من فرط انشغالنا بالسعي وراء خير آخر أعظم منه نرى أننا لا نعمله نحن وإنما يعمله الله بواسطتنا وكان يمكن أن يعمله بواسطة غيرنا ولولا أنه من تواضعه ومحبته شاء أن يتم هذا الخير على أيدينا على غير استحقاق منا لذلك
+ الخير هو ان ترتفع فوق ذاتك ولذاتك وأن تطلب الحق أينما وجد وتثبت فيه. وتحتمل لأجله . الخير هو النقاء والقداسة والكمال
+ الخير لا يتجزأ فلا يكون انساناً خيراً وغير خير في نفس الوقت أي لا يكون صالحاً وشريراً في وقت واحد. الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه إن ميكروبا واحداً كاف لأن يلقي إنساناً علي فراش المرض ليس هو محتاجاً إلي مجموعات متعددة من الجراثيم لكي يحسب مريضاً تكفي جرثومة واحدة هكذا خطية واحدة تضيع نقاوة الإنسان
+ إن الشخص الشرير ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته مهما كانت له فضائل متعددة فالسارق إنسان شرير لانحسبه من الأخيار مهما كان في نفس الوقت لطيفاً أو بشوشاً أو متواضعاً أو متسامحاً أو كريماً أو خدوماً
+ والظالم إنسان شرير وكذلك القاسي والشتام وقد يكون أي واحد من هؤلاء شجاعاً أو مواظباً علي الصلاة والصوم
+ فإن أردت أن تكون خيراً سر في طريق الخير كله ولا تترك شائبة واحدة تعكر نقاء قلبك ولا تظن انك تستطيع ان تغطي رذيلة بفضيلة أو أن تعوض سقوطك في خطيئة معينة بنجاحك في زاوية أخري من زوايا الخير بل في المكان الذي هزمك الشيطان فيه يجب أن تنتصر علي نفس الخطية وعلي نفس نقطة الضعف
+ كن خيراً وقس نفسك بكل مقاييس الكمال وأعرف نواحي النقص التي فيك وجاهد لكي تنتصر عليها
+ فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع لأن النقص ليس خيراً
والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير بل بالأكثر ان تحب الخير الذي تعمله فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغماً دون أن يريده أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف أو بسبب الرياء لكي ينظره الناس أو لكي يكسب مديحاً أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين
فهل نسمي كل ذلك خيراً بل عمق الخير هو محبة الخير الذي تفعله
+ فقد يوجد من يفعل الخير لمجرد إطاعة وصية الله دون أن يصل قلبه إلي محبة الوصية كمن لا يرتكب الزنا والفحشاء لمجرد وصية الله التي تقول لا تزن دون أن تكون في قلبه محبة العفة والطهارة وفي ذلك قال القديس جيروم يوجد أشخاص عفيفون وطاهرون بأجسادهم بينما تكون نفوسهم زانية
+ مثال آخر : من يدفع من ماله صدقة للفقراء لمجرد إطاعة الوصية ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية دون ان تدخل محبة الفقراء إلي قلبه
+ كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته وليس في روحه والخير ليس شكليات وليس لونا من المظاهر الزائفة إنما هو روح ويكمن في القلب
لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة القلب من الداخل
+ ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير يجب أولاً أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه فالدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها
+ قد يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في خدمته والآخر من أجل حب الظهور أو حب المظاهر وهنا الهدف يختلف والنية تختلف وللمقال بقيه غدآ بنعمة ربنا سنوضح فيه وسائل الخير ونتائجه .
تابعــــــــــــــــوني
أذكــــــــــــــــروني فـــي صلواتكـــــم
Ayad Hizene

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق