الأربعاء، 10 مايو 2017

بحبنى ولاَّ بحبه

بحبنى ولاَّ بحبه
بحبنى ولاَّ بحبه

بحبنى ولاَّ بحبه
اجتازت عروس سفر نشيد الانشاد ( النفس او الكنيسة بحسب غالبية المفسرين ) .. فى اختبار فقدان ادراكها لأهمية حضور العريس فى الاصحاح الخامس .
كانت قد دخلت الى سريرها .. بعد ان ارتدت ثياب النوم .. وغسلت رجليها .. وتعطرت بعطر جميل لكى تغط فى نوم عميق .. وإذ بها تسمع صوت العريس يطرق على الباب .. وينادى عليها .. افتحى لى ياحبيبتى .. وكان الوقت بالليل وكانت هناك شبوره مائية والندى يملأ الجو بالخارج .


ورغم سماع العروس لصوت العريس .. إلا انه كان يدور فى داخلها صراع ، بين اثنين .. محبتها للعريس ومحبتها لذاتها !! فهى تحب العريس ، لكنها فى ذات الوقت تحب ذاتها .. وتريد ان تحفظها وتريحها .


فكانت تقول فى نفسها ، آه دانا غيَّرت هدومى ولبست قميص النوم .. لسه هالبس من تانى .. وكمان غسلت رجلى وطلعت على السرير فى الدفا .. لسه هانزل من تانى ورجلى تتوسخ واحتاج انى اغسلها من تانى .. ( كل ده والعريس واقف بره فى الطل والبرد .. ومنتظر انها تفتح الباب ) .


كان تفكير العروس فى ذلك الوقت ، يتمحور حول ذاتها ( الانا ) يعنى انا نايمه .. انا خلعت ثوبى .. انا غسلت رجلى .. انا لسه هالبس من تانى .. انا لسه هاغسل رجلى من تانى .. انا قمت اهو علشان افتح له الباب .. انا ايدى وصوابعى متعطره بالعطر .... ومقالتش ازاى اسيبه واقف على الباب والندى عمال ينزل على رآسه .. مقالتش ان عباراته الجميلة وهو ينادينى ويقول ، ياحبيبتى ، ياحمامتى ، ياكاملتى هزت عواطفى وكيانى ، مقالتش ازاى ابقى نايمه وهو واقف على الباب .. الخ 


واللى حصل انها لما فتحت الباب .. ملقتش حد واقف .. فقد انصرف فاضطرت تخرج تبحث عنه .. وكانت تنادى عليه ، بس مفيش إجابه .. واتبهدلت من الحرس اللى قابلوها فى الطريق .. واخيراً قالت لبنات اورشليم لو شوفتوه قولوله ان حبك مسك فى كيانى ، زى الفيرس لما بيمسك فى المريض " أَنْ تُخْبِرْنَهُ بِأَنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا "


واعتقد ان غالبيتنا كمؤمنين .. نجتاز او اجتزنا فى هذا الاختبار .. بسبب تمحورنا حول ذواتنا للدرجة التى اصبحت فيها حتى توبتنا تتمحور حول الذات ... ازاى ؟
يعنى لما باتوب باتوب علشان أنا بقيت قرفان من نفسي ، بسبب ما ارتكبته من خطية .. وباتوب علشان أنا مش عايز ادوق تانى طعم مرارة السقوط اللى اختبرتها قبل كده .. وباتوب علشان انا منظرى قدام الناس يبقى كويس بإعتبارى خادم او واعظ او قسيس او .. الخ .. وباتوب علشان انا باحس بنشوة البر الذاتى لما مابعملش الخطية .. وباتوب لانى فقدت الفرح اللى كان جوايا وانا عايزه يرجع تانى


ومحور التوبة كله بيدور حوالين انا مش ربنا .. يعنى مش باتوب علشان محزنش الروح القدس .. ومش باتوب عن الخطية لانها مضادة لمشيئة ربنا .. ومش باتوب علشان علاقتى بالآب والابن تظل مستمرة .. ومش باتوب علشان هدفى هو سرور وشبع قلب الآب ... الخ

وكلنا نعرف من كلمة ربنا .. ان فيه نوعين من الحزن .. واحد مش بحسب مشيئة ربنا ، زى ما قلنا بسبب فقدانى لنشوة البر الذتى او شعورى بالقرف ... الخ ودا ممكن يدخل تحت بند التدين .... يعنى ايه ؟ يعنى مايفرقش عن اللى بيعمله الشخصى اللى بيعبد بوذا مثلا.. وما يفرقش عن اللى زرعه اهالينا فينا لما علمونا ، ان لو عملت الخطية هاتروح النار .. ولو عملت الخطية هايجيب اجلك .. فالحزن هنا هو بسبب توقع اللى هايحصل .. وطبعاً ربنا غايب فى كل ده عن المشهد تماماً .. 

والثانى هو التوبة الحقيقة واللى هى ادراك لبشاعة خطيتى فى استعلان نور يسوع المسيح ، ودون ذلك هو مجرد شعور بالذنب ، والتوبة الحقيقة يرافقها نعمة دائما .. لانها التجاء حقيقى الى الرب المحب الذى يمنحنا الغفران ويمنحنا مع هذا الغفران نعمة على رفض الخطية فيما بعد 


التوبة الحقيقة هى التجاء الى الرب لانى بحبه مش لانى بحب نفسي .
مجدى حلمى شندى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق