الأربعاء، 3 مايو 2017

اختيـار شريـك الحيــاة مفهوم مسيحى

 اختيـار شريـك الحيــاة  مفهوم مسيحى
 اختيـار شريـك الحيــاة  مفهوم مسيحى
يا أحبائـي تعالــوا نتعــرف بدقــة شديــدة جــداً عـــن اختيـار شريـك الحيــاة

+ لــذلك … لاشك إن قضية اختيار شريك الحياة لها أكبر الأثر ، في حياة كل من يدعوهم الرب لارتياد طريق الزواج المقدس ، وهــم الغالبية العظمى من المؤمنين ولكن هذه القضية بعينها ، تحتاج إلى دراسة سليمة ، في أبعادها المختلفة … ومـــن المناسـب إن يدرك الشاب في السن المبكر بالذات أبعاد هــذا الموضــوع ، حتى يصحح ما قد يتسلل إلى فكره البسيط ، من مبادئ أو سلوكيات ، ليست في مصلحة الطرفين بأي حال.

1- توقيت الاختيار

يجب إن يدرك الشاب – من الجنسين – إن هناك وقتا مناسبا للتفكير في هذا الموضوع ، وذلك للأسباب التالية:

أ) يجتاز الشاب في بدء المرحلة طورا جنسيا يسميه العلماء “الجنسية الغيرية العامة” فيبدأ يحس بالجنس الآخر ، ويلمح زوايا معينة في هذا الشخص أو ذاك، ويعجب بواحد لسبب ، ثم ينتقل إلى آخر لسبب آخر ، وتتدخل العاطف أحيانا ، والجسد غالبا ، في هذا الاستحسان المتنقل بسرعة، لذلك فحين يظن أي من الطرفين إن هذا الإحسان اختيار حقيقي لشريك الحياة ، فهو يخطئ قطعًا ، لأنه في مرحلة الجنسية الغيرية الأحادية ، وذلك في سن العمل، وتحمل مسئوليات الحياة.

ب) هذا التنقل السريع يحدث مصادمات عاطفية ونفسية كثيرة، تتعب الجهاز النفسي في الطرفين، إذ يحس احدهما أنه ظالم، ويحس الآخر انه مظلوم.

ج) كما أنه يسيء حتما للطرفين، فالأيام لا تنسى -خصوصًا للفتاة- ارتباطها باسم ما دون خطوات رسمية

د) ويستحيل إن ننكر -وهذا علمي أيضًا- إن العاطفة جزء من الجسد، لأنها جزء من مكونات الشخصية الإنسانية، لهذا فأن بدأت في نقاوة إلا إنها سريعًا ما نكشف عن إيحاءات أخرى غريزية لا تخلو من مخاطر.

هـ) وأخيرًا.. فالشاب حين يرى تجاوبا من الشابة التي ارتبط بها عاطفيًا، سرعان ما يشك فيها ويتركها، حتى بعد الاقتراب من الخطوات الرسمية، ذلك لان أكثر الشباب انحرافًا يختار اطهر الفتيات حين يقدم على الزواج … لهذا كله يجب إن يحرص الشاب والشابة، على السلوك المقدس، وعدم الخضوع لإيحاءات العاطفة والغريزة والحواس، وذلك بأن يكون اختلاطهم مسيحيا مقدسا. فما سمات الاختلاط السليم؟

2- سمات الاختلاط السليم

الاختلاط بين الجنسين شيء طبيعي موجود الآن في البيوت والمدارس والجامعات وميادين العمل، وخطورة الاختلاط تكمن في الانحراف به عن حادة الصواب سواء انحرفنا به نحو الانفلات كما يحدث في المجتمعات الغربية، أو نحو التزمت كما يحدث أحيانًا في المجتمعات الشرقية، بالفصل المتشدد بين الجنسين …

أما الاختلاط المسيحي فله سماته وحدوده، وهذه بعضها:

أ) هو اختلاط في حضرة المسيح، فكلا الطرفين مرتبط بالمسيح، شبعان بنعمته ، مقدس بروحه ، لذلك فهو يختلط لدواعي طبيعة العمل والحياة، في روح أخوية مقدسة ، ومن يقرأ فليبي 4 أو رومية 16 يرى نموذجا مقدسا للاختلاط المسيحي ، فالخدام والخادمات يعملون معا في كرم المسيح، في نقاوة وعفة وتحفظ ، والجميع أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة.

+ لذلك فالشاب المسيحي لا ينزل من بيته دون إن يطمئن انه في يد المسيح ، وان المسيح في قلبه ، وبهذا السلاح ينزل إلى الميدان ، وفى كل المواقف يشعر إن المسيح هو نوره (يفرز له الغث من السمين) وهو قوته (يعطيه المعونة في لحظات الاحتياج) ، وهكذا يصيح دائما: “يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”.

ب) وهو اختلاط في حدود العمل، فالأحاديث لا تجرى دون داع، أو في أي موضوع أو دالة مفسدة ، أو أحاديث هامة، ولكن في محيط العمل، وفى مكان العمل لا خارجه، إنها علاقة عمل وزمالة مسئوليات، فإذا ما أحس الإنسان -بالمسيح المنير الساكن فيه- إن الخط سينحرف، يتحرك سريعا نحو الطريق السليم، مستعينا بالمخلص الأمين، الحاضر معه في كل حين.

ت) وهو اختلاط في إطار الجماعة، فالكل يتعاون في نقاوة وبراءة، أنها كنيسة أي جماعة متحدة بالروح، تعمل لمجد المسيح ولسعادة الكل، لذلك فالتركيز الفردي مرفوض تماما، فهو خروج عن الخط السليم، وعن الجماعة المترابطة بالمسيح وداخل إطار القداسة، أي إن علاقة فردية بشخص معين هي نذير بخطر يحدق بالطرفين، أما إذا كان ذلك في إطار اختيار الشريك، فليكن هذا بأسلوب مقدس ورسمي، وتحت إرشاد أب الاعتراف، وفى النور الواضح.

وهنا يبقى سؤال ، ما هو الأسلوب السليم في اختيار شريك الحياة.

3 – أسلوب الاختيار

الإنسان يتخذ قراراته عموما كمحصلة لثلاثة قوى تعمل في داخله هي:

* الروح: أي صوت الله داخل النفس البشرية.

* الفكر: أي المنطق الهادئ الدارس للأمور.

* العاطفة: أي الأحاسيس التي تتملك الإنسان نحو موضوع معين والخطأ الأكبر يحدث حينما تنقلب الموازين ، فلا شك أن الترتيب السابق هو الترتيب السليم للقوى: الله يضبط العقل ، والعقل يضبط العاطفة ، لكن انقلاب الموازين يحدث حينما تقود العاطفة كل الكيان الإنساني، فالعقل يجب أن يصمت، والله يجب أن يوافق على ما أحسَّ به

+ وواضح أن العاطفة ليست مؤهلة لقيادة الإنسان فهي متقلبة عموما، وهى جزء من النفس الإنسانية العتيقة المعرضة للخطأ، وهى جزء من الجسد، أي تيار الإثم العامل في غرائز الإنسان ومكوناته، لذلك فالانسياق للعاطفة خطأ خطير، فربما لا يوافق المنطق على هذا الاختيار، بل ربما لا يوافق الله نفسه عليه وهو أدرى بمصلحتنا ومستقبلنا.

لهذا فالأسلوب السليم لاختيار شريك الحياة يجب أن يبدأ بالله، بالصراخ المستمر إليه، لكي يكشف لنا معالم الطريق، بعدم التشبث بفكر معين أو مشاعر معينة أو شخصية معينة، أي بالتسليم الصادق، الخالي من المشيئة الذاتية.

وبعد قيادة الله، يفكر الإنسان في هدوء، هل هذا الموضوع مناسب؟ يفكر بمفرده يفكر مع أبيه الروحي، ويفكر مع أسرته وأحبائه، فلا شك أن التفكير بصوت مرتفع، يعطى قرارات سليمة إذا صاحبها التسليم لله، وطلب مشورته وتدبيره.

أما العاطفة، فيكفى القليل منها، بأن تكون العاطفة هادئة ورزينة، خير من أن تكون حارة مشبوبة، تخفى عنا صوت العقل، بل حتى وصوت الله.

والمحبة المسيحية محبة إلهية تبدأ هادئة وتزداد، وفيها بذل وعطاء سخي تنازل عن كل ما يتعب الطرف الآخر، وهكذا يلتقي الاثنان في المسيح، فيصبح الفرد زوجا والزوج (اثنان) واحد بفعل الروح القدس في سر الزيجة المقدس.

4 – أهداف الزواج المسيحي

هل لابد من الزواج لغالبية الناس؟ ولماذا؟

نحن نرى في المسيحية أهدافا ثلاثة للزواج:

(أ) الاتحاد المقدس:

ليس جيدا إن يبقى آدم وحده، أصنع له معينا نظيره (تك2: 18) (اقرأ نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا)، إنها وحدة ح بطاهرة مقدسة في المسيح، على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة .

(ب) الاشتراك مع الله في الخلق:

فالزوجان يشتركان مع الله في عملية الخلق، وهذا مجد عظيم للإنسان أنها ليست أمورا حسية وحسب، بل هي تحوى في طياتها مهمة حفظ النوع الإنساني، ولقد أوجد الله في الإنسان الأبوة والأمومة، قبسا منه، لكي يستمر البشر على الأرض، ويزداد عدد أولاد الله المتمتعين بحبه.

5 – مبادئ عامة في الاختيار

يجب إن يلتزم الشاب المسيحي بمبادئ عامة وهامة في الاختيار مثل:

(أ‌) الزاوية الروحية:

هل الطرف الآخر قريب من المسيح ويسلك في طريقه أم لا؟ هل هو روحي النزعة أم انه علماني القلب؟

(ب‌) الزاوية المادية:

تقارب المستوى المادي أفضل ن بسبب أنماط السلوك المختلفة فى المعيشة والسكن والثياب وخلافه، وما تحتاجه هذه الأنماط من مصروفات.

(ج‌) الزاوية الاجتماعية والثقافية:

يستحسن التقارب الاجتماعي والثقافي أيضًا، فبيئة الريف تختلف عن بيئة المركز، وهذه تختلف عن المحافظة، فالمشارب مختلفة، ويستحسن إن يكون الطرفان ذوى مشارب متقاربة اجتماعية وثقافية.

6 – استمرار الزواج المسيحي هو رهن بأمور كثيرة أهمها:

(أ) المذبح العائلي:

الالتفاف اليومي حول الإنجيل والصلاة المشتركة والتناول معا، فهذه وسائل أساسية لتدعيم الحياة المسيحية في الأسرة، كما إن الأطفال يشربونها ببساطة مع اللبن.

(ب) روح العطاء:

فما لم يخرج كل طرف عن أنانيته، يستحيل أن يبنى البيت، يجب أن يلتزم كل طرف بأن يعطى من حبه للطرف الآخر في بذل سخي، ولاشك إن اتحاد كل طرف بالمسيح، يوحده بالطرف الآخر تلقائيا. أما انحصار الإنسان في نفسه فهو ارتداد من مركز الدائرة إلى محيطها الواسع، حيث التفرق والانقسام.

(ج) روح التفاهم:

فما لم يقتنع كل طرف انه قد يكون مخطئا في تفكيره، ويتحاور مع الطرف الآخر في سعى صادق إلى الأفضل، سرعان ما يتشبث كل منهما برأيه، ولو كان خاطئًا، وتتمزق الأسرة.. التفاهم الهادئ، والاسترشاد برأي المسيح والآباء أساس لحفظ كيان الأسرة.

(د) عدم تدخل الأسرتين إلا للبنيان:

فما أكثر ما تتفاهم المشاكل بسبب التعاطف المريض مع الطرف القريب لي، والمطلوب بدلا من ذلك إن يكون تدخل الأسرتين محدودًا وللبنيان فقط، بغض النظر عن انتماءات الطرفين، وإذ ترفع الأسرة المسيحية شعارا واحدا هو: “المسيح رب هذا البيت”، تصمد دائما أمام كل الزوابع.

تابعـــــــــوني

واذكرونــــي في صلواتكــم وصلـــوا مــن أجـــــل ضعفــــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق